واليناك حتى مطلع الحشر
ليلة 21 رمضان 1429 - بن سلوم
الشيخ حسين الأكرف
~~~~~
واليناك حتى مطلع الحشر
واليناك حتى مطلع الحشر
علي يا علي يا علي يا علي
علي يا علي يا علي يا علي
قرأت الحب من أقصى الروايات .. قرأت الحب في الماضي وفي الآتي
وفي كـل الحكايا لم أجـد حباً .. كمعنـى حبـك القـدوس في ذاتي
علـي واسمـك الفتان يحلو لي .. كما يحلو النـدى فوق الوريقـات
جمال الأحـرف الحسناء يدعوني .. فيسمو الموت في قطع المسافات
هواك السحر أم ماذا .. سلبت القلب يا هذا
لتحيي النبـض قتالاً .. وتعطي الروح أخاذا
أهذا الحب حب كالـذي يحكى
إذا ما أصبحت تنجو به الهلكى
بماذا يــرسم التهيام أعمـاقي .. لتجلو في حـديث الحـب أشواقي
أتدري أنني تــدوينك الجـاري .. مـدى الأيام يا عنــوان أوراقي
علي كيف أعطيت الضحى رمشاً .. وأهديت السماء من عمرك الباقي
أنا عطشانـك الدفاق إعجــاباً .. فناولنـي وصــالاً أيها السـاقي
جنوني في الهوى عقلي .. وعزي في الهوى ذلي
لأني فيـك مسكــوب .. وجـدت العمر في قتلي
لأني حيدري السعـد والحزن
بعثت الحور للجنات من عيني
..........
علي كراماتـك تنسـاب زلالا .. وعشاقك ---- جمالا
عجيب مدى حبك لا يبلغ شعراً .. تصعبت وما كنت خيالا
فخذ حبي من القلب وخذ مشاعري ترفض أثمانا
لكم تجـري بلا أجـر بلا مقابـل تفرش ريحانا
لأن حبـك الفطرة والسليقة
وأصل علـة العالم والخليقة
لأن حبك الفكرة والطـريقة
ودونك السنا ليس له حقيقة
علي وما زلت إلى الله دليلا .. وللمؤمن قصداً وسبيلا
ونوراً وما بين خليل وخليل .. تفـردت بمعناك خليلا
وصديقاً وتصديقاً وأنـت قاسم الجنـة والنار
ولا ينجو ولا يرجو بلاك محسن رجمة الجبار
لبسمـلات ربي ستظـل نقطة
كما البتول للعرش تكون قرطا
وللمحب في الحشر أراك غبطة
لكل مـؤمن تصبح باب حطة
..........
غرام أطهر .. بمعنى أكبر .. وجــود الله
وسبغ النعمة .. ودفع النقمة .. وما نهوى
حياة عظمى .. وعشق أسمى .. تغــذيناه
علي الحب .. مليك القلب .. وما أغــلاه
وما دار الفلك .. يظل الحـب لك .. وأنت الفلك الـدوار يا مـوعود
وأنت من ملك .. وما شاء امتلك .. وأنت الأمــل القلبي لا محدود
ومن والى سلك .. ومن عادى هلك .. وفي الذكر تدوم النبأ المقصود
كـريم أنـزلك .. عليــم أولك .. عدا بابك بـاب لم يعـد مـوجود
علي يا رفيـــق الدم يا بسملـة الحلم
ويا فيضاً من الحـب من الجـود من العلم
ويا نجماً غزا الأفــق بمـا يبلغ كالسهم
ولن يهوي على الأرض من الرفعة كالنجم
واليناك حتى مطلع الحشر
واليناك حتى مطلع الحشر
علي يا علي يا علي يا علي
علي يا علي يا علي يا علي
أنا المجروح قلبي في أعز الناس .. بعد الجروح هذي شنهو جرح الراس
أنا المصيوب قبل صوابي بالضربة .. بعد هذاك جـرحي بضربتي لا باس
أنا المذبوح يوم انعصرت الزهراء .. وللآلام ما فضل في عمري إحساس
أنا المدفون وسط أوجاعي مو قبري .. أطيب شلـون ولا تـرجع الأنفاس
طبيبي اليكشف عليه .. يقـول اشـوصفته ليه
وأنا العلاتي ما تمشي .. وطبيبي ماهو في الدنيا
إذا هذا الطبيب بجــرحي ما يدري
أعلمه منين أشوف دمومي هالتجري
أنا من العين دمي يجري يا حسرة .. من على العين صارت لطمة الزهرا
أنا المحفور صدري وانت سايل ليش .. ترى المسمار سوى بالصدر حفرة
أنا المكسور ضلعي وشاللي يجبرني .. بعد الضلـوع ما ذابت من الكسرة
أنا الموجـوع متني والألم دايـم .. لأنه السـوط ما قصـر ولا العصرة
كمل جرحي وكمل وصفه .. تظن عندك اله وصفة
تظــن تقـدر تداويني .. أبد ما ظـن بعد أشفى
أقول الواهم اللي بسيفه صوبني
يريد على العذاب المـر يعذبني
..........
طبيبي تعالجني من أحزاني عليها
تـرجعنـي و أنا الـرايح إليها
ماتقدر لأن وعدي أنا الليلة أجيها
طفح شـوقي وكل الشفاء بيها
ولو صـوبي في هاللحظة أبد ما تجي يمي ولا أحتاجك
وشوفتها تطيبني هوى الزهراء دواء أغلى من علاجك
حنونه والله بالنظـرة تداوي عيني
حبيبة فاطمـة وحـبها على جبيني
وصوله لو درت شاللي حصل تجيني
عطوفه يصعـب عليها كثر ونيني
طبيبي جرح راسي يهون انا عليه
إذا قلبـي يـون صبـح ومسيـة
رجيتك تخليني على فراشي رميه
أحـس مـوتي يكـون أرحم اليه
لملقاها أشد عزمي بأمان الله بأمان الله بلا رجعة
تناديني مـن الجنة ولا أقدر أرد طلبة إلى البضعة
عفت عمري فداء اللي رحل عمرها
فداء اللي وسـط قلبي يشب جمرها
مـن عيـوني ألبيها تحـت أمرها
ولو ودي يدفنـوني وسـط قبرها
..........
كأنها الزهـراء .. ترد بالعبـرة .. على حيدر
علي يالغالي .. يا سوري العالي .. انا الما أقدر
يا تاج أحبابك .. أشوف الصابك .. وأموت أكثر
قريبة منـك .. يا حيـدر عنك .. بعيــد الشر
طبيبك ما درى .. مصاب اللي جرى .. من مفارق أبويه احنا نزفنا جـروح
غدر بينا الزمن .. غدر يبو الحسن .. على الهادي رسول الله نزعنا الروح
طبيبك لو عرف .. جرحنا ما عرف .. يعيش وباقي عمـره يكمله بالنـوح
عـذرته ما وصل .. إلى ذرة أمل .. غصـب عنا تغـادر دنيتك وتـروح
إذا يقــدر أريـدنه يعـالج هالبشـر أول
يعاينها ويشوف القسوة بيها والمرض طول
إذا يقـدر يلاحـظ هالزمن من طيبته تحول
ولا صاحـب يعينك بالشدد والغيـرة تتسول
علي أنتظرك .. يسلم عمرك .. إلى الزهراء
يموت العالم .. وذكرك سالم .. يبو العتـرة
طبيبك طه .. ولا ينسـاها .. إلك عشــرة
تمد له ايدك .. تجيه يريدك .. في هالطبـرة
يعالجك النبي .. يا محبوب النبي .. وحش عينه جمالك ارحل لعينه
علاجك شوفته .. حنينه ولهفته .. على مصابـك يعاني والله يعينه
كثر نار الحزن .. كثر ما ظل يحن .. ودمعاته تجارت على خدينه
علي وينك يا شوق المصفطى والزهراء يا حيدر
سلام الله على يومـك وثارك ساعة المحشـر
علي غالي وجـرحك ما يهـون وربك الأخبـر
ما أحد ينسى مصيبة سجـدك يا صاحب الكـوثر
واليناك حتى مطلع الحشر
واليناك حتى مطلع الحشر
علي يا علي يا علي يا علي
علي يا علي يا علي يا علي
على ذكراك فصلنا أمانينا .. وقاسمنا الليالي بعض مافينا
لكي نحياك حلماً أبيضاً غضاً .. ومن أناتنا الكبرى تداوينا
لأنت العدل يا حيدر .. لأنت الحاكم الأطهر
إذا ما كان بالدنيا .. طهـوراً منهم يـذكر
عرفناك الذي تجلي مآسينا
أيا من كنـت آذاناً تواسينا
علي أيها السمـاع للشكـوى .. ويا عرشاً من الإنصاف والتقوى
يجيء المعدم المحروم مجروحاً .. فتشفي قلبه الدامي من البلوى
فمن ذا ضم أطباعك .. تصافي الناس أسماعك
ودوماً تلجئ الحيـرى .. ودوماً فاتحـاً باعك
أبا النجدات بل يا راحم يا راحم النجوى
لعـرش العـدل في الدنيا هو الأقـوى
..........
عطوف وما كنت أمير العصبية .. فقد كنت عدو الطائفية
حليم وكم تفتح باباً للبرية .. لكي تسمع أوجاع الرعية
لك الأبـواب بلا حجـاب تلاقيـك الرعايا كلما تطمع
وباب الروح لهم مفتوح ولا أصفى ولا أحلى ولا أروع
وأما الآن فـ للسلطان سـدود خلفها في سجنـه يقبع
لكي نبقـى بلا آذان ولا نحكـي ولا نـرنو ولا نسمع
مزاج العرش في أزماننا تحـول
وحـال الحكـم يا سيـدنا تبدل
وصار المـلك لا بـاب له فيأتى
كأن البـث جـرم والحوار مقتل
إلهي أرادوا لي بأن أبلـع دمعـي .. وأن أغلــق أجفـاني وسمعي
إلهي لمن أشكو وفي عينك وضعي .. وليس الصمت عند الظلم طبعي
أرادونا بلا ثغر وهل أبصـرت صـداحاً بلا ثغر
أرادونا بلا بحر وهل صادفـت صيـاداً بلا بحر
أرادونا بلا صوت ولا بوح ولا همـس ولا ذكر
أرادونا على البلوى نؤدي كل يوم سجدة الشكر
أرادونا نيـام يا شعـوب نامي
بلا عيـن ولا سمـع ولا كلام
عبيـداً خدماً بل موطـئ إليهم
ولا نطلب حتى العيش في سلام
..........
فهل من صبر .. على ما نحيى .. من الآلام
ومما عشنا .. وهل من عـذر.. إلى الحكام
لكي يخفـونا .. لقد أبقـونا .. بـلا إعلام
فرفـض الظلم .. ولو بالسلم .. هو الإجرام
إذا طالبكم .. إذا عاتبكم .. فقيــر بطــريق السلم واويـلاه
وإن سائلكم .. وإن حاوركم .. أخـذتم بالـذي أطماعكم تهواه
إلى أن ضقتم .. وغيظاً متم .. وقلتم يفصـل الرافع صوت الآه
منعتم حقنا .. قطعتم رزقنا .. فمن ذا يخلق العنف ومن يرعاه
أهل سلم بأن تقطع أرزاق المسـاكين؟
أهل عدل بأن يخمد صوت السلم واللين؟
أهل عقل بأن نبقى جياع دونما عـون؟
وأفـــراد تبز الأرض آلاف المـلايين
بنا من يحلو .. ومن ذا يصغي .. إلى الموجوع
أناس تبقى .. وأخرى تشقى .. فراها الجــوع
وهل من مصغ.. وهل من صوت .. لنا مسموع
ترى هل عدنا .. وقول الحــق .. هو الممنوع
حكومات الزمن .. بسر وعلن .. تضـخ العنف ياللعار ياللعار
وإن كنت أبي .. فحظ الأجنبي .. على حظـك يربو عدد المليار
أهانوا دارنا .. أهاجوا نارنا .. وأهل الدار أولى بالذي في الدار
ومطلوب لنا .. بأن نحيى هنا .. كما تحيى البهيمات مع التيار
هنا أرضي هنا قد دفنت في الرمل أجدادي
ولن أرضى بأن يسكتني عن ظلمه العادي
وما دمنا نعيـش الجـور لن يلتأم الوادي
أبيـدوني فمـوتي في علي يـوم ميلادي
يتبع